الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
وقال له عبد الله بن مطيع: فداك أبي وأمي متعنا بنفسك ولا تسر فوالله لئن قتلت ليتخذونا خولا وعبيدا (1) .ولقيهما عبد الله بن عمر وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة منصرفين من العمرة فقال لهما: أذكركما الله إلا رجعتما فدخلتما في صالح ما يدخل فيه الناس وتنظران فإن اجتمع عليه الناس لم تشذا وإن افترق عليه كان الذي تريدان (2) .وقال ابن عمر للحسين: لا تخرج فإن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- خير بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة وإنك بضعة منه ولا تنالها.ثم اعتنقه وبكى وودعه.فكان ابن عمر يقول: غلبنا بخروجه ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة ورأى من الفتنة وخذلان الناس لهم ما كان ينبغي له أن لا يتحرك (3) .وقال له ابن عباس: أين تريد يا ابن فاطمة؟قال: العراق وشيعتي.قال: إني كاره لوجهك هذا تخرج إلى قوم قتلوا أباك... إلى أن قال:وقال له أبو سعيد: اتق الله وألزم بيتك.وكلمه جابر وأبو واقد الليثي.وقال ابن المسيب: لو أنه لم يخرج لكان خيرا له.قال: وكتبت إليه عمرة (4) تعظم ما يريد أن يصنع وتخبره أنه إنما يساق إلى مصرعه وتقول:حدثتني عائشة: أنها سمعت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-__________(1) " طبقات ابن سعد " 5 / 145 و" تهذيب ابن عساكر " 4 / 331.(2) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 331.(3) " تهذيب ابن عساكر " 4 / 331.(4) تحرفت الجملة في المطبوع: وكتب إليك ابن عمر.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 296 - مجلد رقم: 3
|